إعداد
الأستاذة الدكتورة /غادة
عبد المنعم موسى
عميد كلية
الآداب بجامعة الإسكندرية ، ووكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة
كما نُشر
أيضاً على الرابط التالي:
https://content.mandumah.com/download?t=53a965ddc4e526267579d29885a8246590d1cd31&f=pWwV0M2Shw5j1QTXvpihh/0LiQbBEuol4JKJUgkfb/Y=&s=1
Summary:
Books on research methods in the field of Library &Information
Science are very few, these books ,unlike Foreign books in the same field, do not give enough care to
statistical analysis ,which make it necessary to write a new Arabic book on statistical analysis for Library &Information
Science.
In other words, our in-depth study of new research
approaches needs to be studied in general, Analytical statistical analysis,
which tests the hypotheses in the statistical evidence, will expand the horizon
of scientific research in front of students, and affect the results of this
research and its significance.
Therefore, this study aims to accomplish the following
objectives:
1- To identify Inductive
Statistics, and its role in research methods in the Arabic and Foreign
literature.
2-
to try to compare between the use of Inductive Statistics in the field of Library &Information Science
,with its use in other social sciences.
3-
to explore the land marks in the development of Inductive Statistics in the field of Library &Information Science
,especially in the scientific journals with high
Impact factor ,and to identify the used types of Inductive
Statistics.
تمهيد:
لقد بدأ البحث العلمى
ضعيفاً فى مجال المكتبات منذ بداية الثلاثينيات, حيث يعود بنا التاريخ إلى عام
1931 عندما ألقى العالم المعرف ويليمسون Williamson محاضرته بجامعة كيس وسترن
ريزرف بأمريكا والتى قال فيها "إذا أريد لتخصصات
المكتبات أن ترتفع إلى مسئوليتها كمؤسسات اجتماعية وكقوة تعليمية, فيجب أن تتناول
المشكلات المتصلة بكيانها ووظيفتها وأهدافها بتطبيق طرق البحث العلمى ومناهجه,
والتى ثبتت صحتها وأهميتها فى التخصصات الأخرى" Lawal,
D.L, 2009)).
وقد
تأكد هذا المفهوم بعد حوالى نصف قرن على يد العالم المعروف فيكرى (Vickery,
B.C. 1975)
حين قال "يجب أن تستخدم منهجية البحث للتخصصات الأخرى المتصلة بعلم المكتبات
والمعلومات، وعلى الأخص الاجتماع وعلم النفس والاقتصاد واللغويات والتاريخ, حيث
يعد التعليم والتدريب على البحث العلمى البداية المفتاحية لكل مشكلات المكتبات
والمعلومات.
وعلى الرغم من التطور الكبير فى التعليم
والتدريب على البحث العلمى فى مجال المكتبات والمعلومات –
خصوصاً فى الدول المتقدمة فى الألفية الثالثة, إلا أن أحد الرواد فى المجال وهو
العالم باول (Powell, R, 2004 : 10) لم يكن راضياً
عن هذا التطور إذ قال بأنه فى مسح أجرى عام (2000) بالولايات المتحدة أن نسبة (47%) فقط من
الممارسين لمهنة المكتبات والمعلومات, قد
اجتازوا مقرراً فى طرق البحث العلمى على مستوى دراسة الماجستير, وأن نسبة
(59%) منهم أفادت بأن برنامج الماجستير
لم يعدهم بدرجة كافية للقيام بالبحث ولعل ذلك ينطبق على دراسة مناهج البحث العلمى
للدراسات العليا فى أقسام المكتبات والمعلومات فى مصر والوطن العربى, ومع ذلك فلا
ينبغى أن ينسينا هذا التعليق للعالم باول أن نسجل بعض أوجه التطور الواضح فى
الإنتاج الفكرى المتصل بمناهج البحث فى مجال المكتبات والمعلومات وبالذات بالنسبة
للتحليل الإحصائى وباستخدام الإحصاء الاستدلالى كمنهج بحث (شأنه فى ذلك شأن
المناهج البحثية الأخرى) يختبر الفرض بالدليل الإحصائى كما ينبغى الإشارة هنا إلى
أهمية فكرة الاستدلال حيث تعتمد الفكرة العامة للاستدلال على افتراض أنك تستطيع
اختيار العينة بدقة بطريقة تعظم هذا التمثيل, فالعملية هنا تصبح عملية استدلالية Inferential أى أن تستدل من
العينة الأصغر على المجتمع الكلى والذى تعتمد نتائجه على الاختبارات والتجارب
باستخدام العينة.
وتعتمد
فكرة الاستدلال على الدلالة الإحصائية statistical
significance
وعلى سبيل المثال إذا كان الباحث يهتم بالتعرف على ما إذا كان هناك فرق فى نجاح الطلاب الأكاديمى الذين شاركوا فى برنامج مثيل
فى المرحلة قبل الدخول للمدرسة بالمقارنة بالطلاب الذى لم يشاركوا فى مثل هذا
البرنامج, فالفرق الصفرى Null hypothesis هو أن الجماعتين
متساويتان لبعضهما البعض حسب مقاييس النجاح, ولكن الفرض البحثى Research
hypothesis
هو أن متوسط العلامات mean scores لجماعة الطلاب الذين سبق لهم الاشتراك فى مثل هذا البرنامج، أعلى
من متوسط العلامات لجماعة الطلاب الذين لم يشتركوا فى البرنامج.
أى أن الباحث المتميز
لابد له أن يثبت أن أى فروقات يمكن أن توجد بين الجماعتين هى بسبب تأثيرات الخبرة
قبل المدرسية فقط وليس لسبب آخر أو بسبب أى مجموعة أخرى من العوامل (باستبعاد جميع
المصادر الأخرى التى تؤدى للاختلاف قبل تأثير تعليم الأب والأم أو عدد الأفراد فى
الأسرة أو غير ذلك …)
ومتى تم استبعاد المتغيرات الاحتمالية الأخرى, فإن البديل الباقى الوحيد الذى يشرح
لنا الفروق, هو تأثير الخبرة قبل المدرسية نفسها.
وباختصار فإن الإحصاء
الاستدلالى يقدم أداة قوية لاتخاذ القرارات البحثية.
ومن
هنا تتضح مبررات هذه الدراسة التى بين أيدينا, فضلاً عن مبررات أخرى مثل قلة الكتب
والمقالات البحثية الحديثة باللغة العربية التى تشرح لنا أهمية التحليل الإحصائى
بصفة عامة وأهمية استخدام الإحصاء الاستدلالى بصفة خاصة كمنهج لاختبار الفروض
بالدليل الإحصائي, أى أن هناك أهمية للأساليب الإحصائية فى الارتفاع بمستوى البحوث
العلمية فى مجال المكتبات والمعلومات.
والكتب
فى مناهج البحث فى علم المكتبات والمعلومات باللغة العربية لا تكاد تتجاوز عدد
أصابع اليد الواحدة, ومع قلة هذه الكتب فهى –
على عكس الكتب الأجنبية - فى مجال البحث العلمى للمكتبات والمعلومات - لا تهتم
بالتحليل الإحصائى بقدر كاف, فكتاب أحمد بدر عن مناهج البحث فى علم المعلومات
والمكتبات (1988) يحتوى على فصلين أحدهما عن الإحصاء الوصفى والثانى عن الإحصاء
الاستدلالى (بما يشكل حوالى خمسين صفحة) أما كتاب شعبان خليفة عن المحاورات فى
مناهج البحث فى علم المكتبات والمعلومات (2004) فلا يحتوى على أى فصول فى الإحصاء
الوصفى أو الإحصاء الاستدلالى وقد اكتفى الكتاب بمعالجة قصيرة للعينات, أما الكتاب
الثالث لمحمد فتحى عبد الهادى (2005) فقد كتب فى عدد (12) صفحة بالفصل السادس عن
الإحصاء الوصفى والاستدلالى وأشار فى (ص16) أن المؤلف لم يتناول الطرق الإحصائية
بالقدر الكافى، فهى تحتاج إلى كتاب خاص بها
أى أن دراستنا المعمقة للمناهج البحثية المختلفة الجديدة تحتاج إلى جانب دراسة التحليل
الإحصائى بصفة عامة الي دراسة منهج التحليل الإحصائى الاستدلالى الذى يختبر الفروض
بالدليل الإحصائى و ذلك سيوسع من أفق البحث العلمى أمام الطلاب, ويؤثر على نتائج
هذه البحوث ودلالتها (مصطفى حسين باهى 2005).
أهم النتائج و التوصيات:
·
النتائج :
1)
إن
الكتب الأجنبية الهامة فى مجال مناهج البحث فى المكتبات والتى تحتوى على التحليل
الإحصائى والإحصاء الاستدلالى موجودة منذ السبعينيات مثل كتاب جولدهور Goldhor,H وسيتفنس Stevens وواينر Wynar, وباللغة العربية
كتاب أحمد بدر (ط 1973 والطبعة التاسعة 1996) ومنذ الثمانينيات مثل كتاب بوشا (Busha
1981)
وفى التسعينيات كتاب باول (Powel, R 1997) وصدر كتاب أحمد
بدر فى مناهج البحث فى المكتبات (1988) واحتوت هذه الكتب الأجنبية والعربية على فصول عن الإحصاء
الاستدلالى وقد صدرت بعض الكتب العربية عام 1997 لشعبان خليفة وعام 2004 لفتحى عبد الهادى ولم يتضمن كتاب شعبان خليفة (1997) أو طبعاته
التالية أى فصول عن الإحصاء الوصفى أو الاستدلالى وتضمن كتاب فتحى عبد الهادى (2004) نبذة عن هذه
الجوانب الإحصائية وأشار عبد الهادى إلا أن الإحصاء يحتاج إلى كتب خاصة , أما
الدوريات فقد احتوت منذ عام 1978 على مقالات كثيرة عن التحليل الإحصائى وعن الإحصاء الاستدلالى وقد
تابعت هذه الدراسة التى بين أيدينا تطور استخدام الإحصاء الاستدلالى فى الكتب
والدوريات الأجنبية والعربية حتى وقتنا الحاضر.
2)
تطور
استخدام الإحصاء الاستدلالى منذ الخمسينيات حتى الوقت الحاضر فإذا كانت النسبة
المئوية لاستخدام الإحصاء الاستدلالى 0,5% بالنسبة لعدد المقالات المفحوصة (1957-1966) فقد وصلت إلى %14.5 من الدوريات
المفحوصة فى الفترة (2001-2005)
3)
أن
المعاملات الإحصائية والرياضية كان عددها (13) نوع بما فى ذلك أنواع الإحصاءات
الاستدلالية فى الاطروحات العربية , وقد وصلت هذه الأنواع إلى (36) نوع في الدوريات الأجنبية.
·
التوصيات
1-
لابد من بذل جهد أكبر لسد هذه الفجوة فى مناهج تدريس المكتبات والمعلومات وفى
البحوث والأطروحات العربية.
2-
لابد من إعداد أعضاء هيئة التدريس إعداداً أكثر كفاءة فى هذا المجال لأنهم مفتاح
التطوير فى تعليم وتدريس المكتبات والمعلومات، وذلك بتنظيم واتاحة الدورات
والبرامج التدريبية في مجال الاحصاء بنوعيه الوصفي والاستدلالي وتشجيعهم علي
الالتحاق بها .