الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

عرض لكتاب حديث النشر بعنوان : تكنولوجيا إدارة المحتوى التعليمي learning Content Management Technologyللأستاذ الدكتور ناظم الزهيري والدكتورة أميمة العادلي


عرض الأستاذة/ روان محمد عبد الحميد
طالبة الدكتوراه بقسم  المكتبات والمعلومات بجامعة الإسكندرية
تعاني الكثير من المؤسسات التعليمية في عالمنا العربي من تقليدية أنظمة إدارة المحتوى التعليمي فيها، وعدم مواكبتها لتكنولوجيا إدارة المحتوى التعليمي التي تتطور يوماً بعد يوم. بل قد نجد الكثير من المؤسسات التعليمية في مجتمعاتنا لا تزال تعمل بأنظمة تعليمية ورقية، بدءا بالاختبارات ومروراً بالتصحيح وانتهاءً برصد الدرجات، فضلاً عن طريقة التعليم والواجبات والتقييم الدوري وغيرها، وقد تستغرق هذه العمليات الكثير من الوقت، في حين أن تكنولوجيات التعلم المتطورة ستؤدي هذه الأعمال وأكثر بضغطة زر فقط.
ويعد التعليم أحد المجالات التي تأثرت بالتقنيات الحديثة، و التي لطالما استفادت من مختلف أشكال التطور، فشبكة الإنترنت اليوم تعد الوسيط بين المتعلمين والمؤسسات التربوية، حيث قادت التطورات المتلاحقة إلى بروز أشكال جديدة لم تكن معروفة مُسبقاً.
إن نظام إدارة المحتوى التعليمي LCMS، وهو اختصار لعبارة Learning and Content Management System، ويركز على المحتوى التعليمي. فهو يمنح المؤلفين والمصممين التعليميين ومختصي المواد القدرة على إنشاء وتطوير وتعديل المحتوى التعليمي بشكل أكثر فاعلية بما يناسب عناصر العملية التعليمية من معلم ومتعلم ومصمم تعليمي وخبير للمقرر. كما تمنح هذه الأنظمة المستخدمين القدرة على إنشاء وتعديل وتخزين وإدارة وإعادة استخدام المحتوى التعليمي بشكل أكثر فاعلية، ويكون ذلك بإنشاء مستودع Repository يحوي العناصر التعليمية Learning Object الخاصة بالمحتوى، بحيث يسهل التحكم فيها وتجميعها وتوزيعها وإعادة استخدامها بما يناسب عناصر العملية التعليمية.
وقد تم بناء نظام إدارة المحتوى التعليمي LCMS الذي يعتبر طبقه إضافية لنظام إدارة التعلم الإلكتروني LMS وهو يختص بتجميع المادة التعليمية على شكل وحدات تعليمية ( LO ) وتسجيل توصيف البيانات الخاصة بكل وحدة ( metadata ) وأغراض إعادة استخدامها وعمليات الفهرسة والحفظ والاكتشاف (البحث) واستعادة الأدوات التعليمية باستخدام العديد من الآليات عبر العديد من المستودعات البيانية.
والكتاب الذي بين أيدينا حديث النشر، صدر في أكتوبر 2017،عن مكتبة دجلة بالعراق الشقيق ، وهو يناقش تكنولوجيا إدارة المحتوى التعليمي بشكل دقيق ومفصل بداية من عصر اختراع الكتابة حتى مبادئ تصميم البرامج التعليمية الإلكترونية وكيفية تطبيقها بالتفصيل، فيعد هذا الكتاب دليلاً إرشادياً متكاملاً وشاملاً لتكنولوجيا المعلومات في مجال التعليم.
مؤلفا الكتاب: الأستاذ الدكتور/ طلال ناظم الزهيري، أستاذ المعلومات في الجامعة المستنصرية ورئيس الجمعية العراقية لتكنولوجيا المعلومات، الحاصل على جائزة الدولة للكفاءات العلمية للمتخصصين في مجال المعلومات لعام 2001-2002.
 وتشاركه التأليف الأستاذ المساعد الدكتورة/ أميمة حميد العادلي، الأمين العام للمكتبة المركزية بجامعة كربلاء.
يتكون هذا الكتاب من ستة فصول مقسمة إلى عدة موضوعات بالإضافة إلى قائمة ملاحق باللغة العربية واللغة الأجنبية فى نهاية العمل. والجدير بالذكر أن المؤلفان تنوع فى مصادره المرجعية حيث جاءت المراجع في 15 صفحة، فقد استعان بالكتب ومواقع الإنترنت الأجنبية والمدونات المتخصصة فى علوم المكتبات والمعلومات.


يحمل كل فصل من الفصول عنوان رئيس، وبعد ذلك تأتي العنواين الفرعية:
- الفصل الأول: المراحل التاريخية لتطور التعليم؛ وفي هذا الفصل قام المؤلفان بـ:
§        عرض تاريخ اختراع الكتابة، واختراع الورق، واختراع الطباعة،
§        كما تحدث المؤلفان أيضًا عن التعليم في بلاد الرافدين، وفي مصر القديمة، وفي صدر الإسلام، والعصر العباسي، وعصر النهضة،
§        كما أوضح المؤلفان مفهوم المناهج التعليمية
§        وأخيراً قام المؤلفان بعرض مراحل التعليم بدايةً من التعليم الابتدائي حتى التعليم الجامعي.
- الفصل الثاني: التعليم من منظور تكنولوجي؛ بدأ المؤلفان بتوضيح:
§        مفهوم تكنولوجيات المعلومات في مجال التعليم من حيث: التربية التكنولوجية، وتكنولوجيا التعليم، والوسائل التعليمية، والوسائط المتعددة، وتكنولوجيا الاتصالات، والتعليم الإلكتروني، والتعليم التكنولوجي،
§        ثم انتقل المؤلفان إلى شرح البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات من حيث الأجهزة والبرمجيات الخاصة بالحاسوب، والتدريب والممارسة على استخدام هذه التكنولوجيا، وكيفية محاكاتها، وكيفية حل المشكلات التي تواجه القائمين على هذه البنى التحتية، وكيفية إنشاء الألعاب التعليمية والاختبارات وإنتاج التطبيقات.
§        وقام المؤلفان بعرض لتطبيقات إدارة قواعد البيانات، وأيضاً عرض لتكنولوجيا الاتصالات والشبكات من حيث عرض للشبكات والبرمجيات والاتصالات، والموارد البشرية، والمطورون والمشغلون والمستفيدون.
- الفصل الثالث: الاستراتيجية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات؛ وقد تناولها المؤلفان من خلال ثلاثة محاور وهي:المحور القانوني، والمحور التنظيمي، ومحور تطوير البنى التحتية. وقام المؤلفان بعد ذلك بـ مايلي :
§        توضيح  الأهداف العامة للاستراتيجية الوطنية،
§        وعناصر ومقومات استراتيجية تكنولوجيا التعليم الوطنية،
§        كما قاما بمناقشة استراتيجية التعليم العالي في الوطن العربي من خلال محورين وهما، محور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومحور الإدارة لمؤسسات التعليم العالي،
§        كما ناقشا أيضاً المراحل الزمنية لتطبيق تكنولوجيا المعلومات في التعليم عن طريق ثلاثة مراحل: مرحلة ما قبل القرن العشرين، مرحلة القرن العشرين، مرحلة القرن الحادي والعشرين،
§        وأخيراً تحدث المؤلفان عن فوائد تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في مجال التعليم من حيث تحسين مستوى المُتعلمين، وتطوير مهارات الأساتذة التعليمية، وتحديث المناهج وتحسين البيئة التعليمية.
- الفصل الرابع: نماذج لتطبيقات تكنولوجيا المعلومات في التعليم، مثل الفيديو التعليمي، والحقائب التعليمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والنظم الخبيرة، والواقع الافتراضي، والمؤتمرات الفيديوية التفاعلية، وحقائب التعليم المتكاملة، وأيضاً مواقع الإنترنت عن طريق خدمات الاتصال الإلكتروني - مواقع الويكي Wiki - مواقع التدوين - المنتديات العلمية والثقافية - الشبكات الاجتماعية - موقع قناة اليوتيوب.
- الفصل الخامس: نظم المعلومات التعليمية، وقد تم تناولها من حيث : تصنيفها، ووظائفها، ومصادرها، والاستراتيجيات المعرفية، ومتطلبات بناؤها، ونماذجها. ثم قام المؤلفان بتوضيح كيفية تصميم البرامج التعليمية من حيث:
§        مراحل تصميم نظام التعليم، مبادئ تصميم البرامج التعليمية الإلكترونية والتي تشتمل على النشاط الذاتي للمتعلم والدافعية والتشويق وتنظيم محتوى المادة التعليمية ووضوح معنى المادة التعليمية والتمرين والممارسة وتوسيع مجال الحواس،
§        مراحل تصميم البرامج التعليمية الإلكترونية والتي تتكون من ثلاثة مراحل:- مرحلة المسح الأولي للبيئة التعليمية - مرحلة التقويم - مرحلة المراجعة،
§        اعتبارات تصميم البرنامج التعليمي الإلكتروني وهما نموذجين:- نموذج التصميم الخطي - نموذج التصميم المتفرغ،
§        مراحل تطبيق البرامج التعليمية الإلكترونية،
§        معايير تقييم البرامج التعليمية الإلكترونية وقد عرض المؤلفان ثلاثة معايير وهم معايير SCORM، ومعيار IMS، ومعايير LOM.
- الفصل السادس: نظم إدارة المحتوى التعليمي، وقد تناولها المؤلفان  من حيث:
§        مفهوم المحتوى التعليمي،
§        مبادئ اختيار المحتوى التعليمي،
§        مبادئ تنظيم المحتوى التعليمي من خلال المجال أو النطاق، والتكامل، والاستمرار، والتتابع
§        المحتوى التعليمي الإلكتروني،
§        منصات إدارة المحتوى التعليمي وهي تتكون من عده منصات: منصة MOODLE - منصة ILIAS- منصة Claroline - منصة Ghanesa - منصة Google Classroom.
وأخيراً أشار امؤلفان إلى أن  مثل هذه التكنولوجيات تُمكننا من:
 - إدارة المستخدمين: Manage users  مدير- معلم -  طالب - أخرى.
- إدارة المادة التعليمية  management of educational material
- إدارة الاتصال: Connection management التواصل بين المعلم والمتعلم.
- إدارة الأنشطة: Management activities الواجبات - الاختبارات القصيرة.


المصادر  :
1-طلال ناظم الزهيري، وأميمة حميد العادلي. تكنولوجيا إدارة المحتوى التعليمي. بغداد : مكتبة دجلة، 2017.
2- Irlbeck, S., & Mowat, J. (2007). Learning content management system (LCMS). Learning Objects: standards, metadatas, repositories, and LCMS. Accessed October 14, 2017. URL:
3- Karrer, T. (2011). Learning Content Management Systems (LCMS) for Managing Course Assets, eLearning technology Blog, Accessed October 13, 2017. URL:




الجمعة، 6 أكتوبر 2017

!!! Why I love the library profession


By
El-Ramady,Amany Zakaria (Ph.D.)

Associate Professor,at Library&Information Science Department,
Alexandria University(Egypt)

Published in :Library Work Life , July 2011 issue.http://ala-apa.org/newsletter/2011/07/01/why-i-love-the-library-profession/

As a matter of fact , I am a faculty member at Library&Information Science department ,but I have been working ,on my own, as a volunteer librarian ,since my graduation in 1986!
I love helping people(friends, neighbors, colleagues, students, and others) solve their information problems ,or find information for doing assignments, research papers ,or theses. Sometimes I would help them to help themselves finding information, either in the library ,or on the World Wide Web.
Why I love doing so? It is for the following main reasons:
·         The library profession is rewarding ,i.e. when I see users happy after solving their problems , I feel happy too, and when I, later on , see them  successful and prosperous, I feel proud of myself , because I was one of the reasons  for their success and prosperity!
·           Becoming  more and more knowledgeable: Every time I help someone to find information, I happen to find some information that I need myself , either for teaching ,doing  research ,or for my personal life; which  reminds me of the Arabic  saying:” the more you give knowledge ,the more you get ”!
·         The helpful librarian is a master: as the librarian keeps serving users all the time, helping them find what they are looking for, or make right decisions depending on accurate and updated information, or even solve their problems through bibliotherapy ; Thus, the helpful librarian must be a great master ,according to the Arabic proverb:" He who serves  people is their master "!
·         Being a lifelong educator: The librarian can help library users to be independent learners  ,through organizing Information Literacy Programs, thus making them able to solve their own information problems (which is a survival skill in the information age)and guarantee that they  stay educated for their lifelong, which contributes to the development of the whole nation!.
·         Being an owner of the knowledge treasury keys: By mastering the techniques of searching into various information sources in different specialties, and knowing where and how to find them; the librarian becomes  one of the owners of the  knowledge treasury keys.
·         An increasingly important profession: In this information age, where information is the everlasting economic Resource, and the Distinct Source of Power; the librarians' status will get more and more valuable!
Concerning the replacement of librarians by technological devices;
 I think that ,for many reasons, no machine can replace a skilled
 and evolving librarian!
 Elbert Hubbard has reflected this fact by his saying:
"One machine can do the work of fifty ordinary men.
No machine can do the work of one extraordinary man"![1]


All in all, it feels great to work in the library profession, simply 
because the library ,in my views, is like a candle that is able to
 lighten the darkness of the whole world !
============




[1] Elbert Hubbard, The Roycroft Dictionary and Book of Epigrams, 1923, Quotations about Technology,{cited:4/3/2011},available from: http://www.quotegarden.com/technology.html

الخميس، 5 أكتوبر 2017

ملخص بحث بعنوان : الفروق بين الجنسين في الأرق لدى عينات عربية.

اسم الباحث: الاستاذ الدكتور/ أحمد محمد عبد الخالق

الأستاذ بجامعة الإسكندرية - كلية الآداب - قسم علم النفس

العنوان الأصلي للبحث:
 Gender differences in self-reported insomnia in an Arab population

 مكان نشر البحث :  

MANKIND QUARTERLY 2017 58:1 169-179


Ahmed M. Abdel-Khalek
 Alexandria University , Alexandria, Egypt
Address for correspondence: Department of Psychology, Faculty of Arts, Alexandria University, Egypt.

Background: Insomnia is one of the most commonly reported complaints seen in medicine. Insomnia has physiological, psychological, and social deleterious effects. Objective: The aim of this study was to explore the gender differences in insomnia in four Arab convenience samples.

 Methods: Samples of children, adolescents, undergraduates, and employees took part in this study (N = 10,478). They responded to the Arabic Scale of Insomnia (ASI).

This scale has good psychometric parameters. Results: Male children obtained a significantly higher mean ASI score than did their female counterparts.

 However, female adolescents, undergraduates, and employees obtained significantly higher total mean ASI scores than did their male counterparts. The biggest gender difference was found among employees, whereas the smallest was in undergraduates.

Female children obtained the lowest mean score on the ASI. 

Conclusion: In this Arab population, the typical gender differences in insomnia (female>male) begin in adolescence. One possible explanation of the high score of adolescent, undergraduate, and employee females on insomnia is their higher scores on neuroticism, anxiety, and fear relative to their male peers.

الباحث النملة ، والنحلة ، والبرغوث !!!!!



إعداد  الأستاذ عبدالرحمن إبراهيم سيد أحمد
المُدرس بقسم المكتبات والمعلومات - جامعة الأزهر

ملخص:
يتناول هذا المقال أهم الصفات التي يتميز بها الباحث النحلة، والتي تؤهله لكي يكون أبرز الباحثين، بل تؤهله لكي يكون قدوة لكل الباحثين، لما يتمتع به من صفات وميزات تجعله يُعِد أبحاثه العلمية بصورة صحيحة ودقيقة وهذه الصفات هى الاستكشاف والدقة والإبداع في لإنتاج والنظام وحب العمل الجماعي والتعاون والنشاط والإجتهاد والانضباط والإلتزام والرؤية المستقبلية والشجاعة والإقدام وعدم إتلاف الأشياء والصبر والتضحية وعدم إيذاء الأخرين والإعتماد على النفس والذكاء والفطنة؛ هذه أهم الصفات التي يتصف بها الباحث النحلة،فقد تتوافر هذه الصفات كلها في باحث واحد ، أو يتوافر بعضها فقط، ويوضح المقال هذه الصفات التي تميز الباحث النحلة.
 لقد كانت أول مرة أستمع فيها إلى مصطلحَي: الباحث النحلة والباحث النملة من أستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور/ شعبان خليفة، في المحاضرات التي كان يلقيها على طلاب قسم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب جامعة الإسكندرية فى السنة التمهيدية للماجستير ، وبالفعل أعجبني هذا المصطلح كثيرًا وقال الأستاذ الدكتور شعبان خليفة إن الباحث النحلة له صفات تميزه عن الباحث النملة ويجب على كل باحث أن يبحث في نفسه أهو نملة أم نحلة، وأكد على أن الباحث النحلة يتميز بالعديد من الصفات، والتي تجعل منه باحث متميزًا.
ومنذ ذلك الحين أخذت علي عاتقي البحث حول الصفات التي يتميز بها هذا الباحث النحلة، وحاولت ألا أكون باحثاً نملة : ( تجمع غذاءها فقط وتدّخره في تراكم ثم تأكله كما هو ؛دون ان يكون لها بصمة )؛ غير أني وجد باحثًا ثالثًا يظهر بوضوح ويزاحم الباحث النحلة والباحث النملة، وللأسف هو أكثرهم إنتشارًا الآن في مجال البحث العلمي، وأطلقت عليه مصطلح الباحث البرغوث "، لأنه ينتقل عشوائيًا ويكتب بصورة عشوائية لبحثه العلمي، ولا يتبع الأسلوب العلمي لإجراء الأبحاث العلمية، تمامًا كما يفعل البرغوث فهو يسير بصورة عشوائية غير منتظمة بعكس النحلة والنملة.

وسوف يكون الإهتمام منصبًا في هذا المقال على الباحث النحلة ، وأهم الصفات التي يتميز بها.

يعتبر النحل بشكل عام من أكثر الحشرات نفعًا، نظرًا لمساهمته في تلقيح الأزهار، فالعلاقة بين النحل والنباتات علاقة منفعة متبادلة يأخذ خلالها النحل الرحيق والطلع اللازمين لغذائه ويعطي النباتات الخصب، وفي الحديث في مسند الإمام أحمد، عن عبدالله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسُ ‏ ‏مُحَمَّدٍ ‏ ‏بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ ‏لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تُفْسِدصححه الألباني.
تعريف الباحث النحلة:
هو باحث ينتمي لطبقة الباحثين المتميزين،وظيفته الأساسية إعداد الأبحاث العلمية بصورة متميزة ودقيقة، يوجد منه عدد قليل الآن  "بل يكاد يكون نادرًا" عندما يقرأ القارئ إنتاجه الفكري يعيش معه وكأنه يخاطب كل قارئ بمفرده، فأبحاثه موجهة إلى القارئ المتميز والقارئ المتوسط والقارئ العادي، وذلك لأنه يتبع الأسلوب العلمي بكل دقة في كتابة أبحاثه، ويراعي دائمًا الفروق الفردية بين القراء، ويعتبر هذا الباحث من أكثر أنواع الباحثين نفعًا لأنه يُفيد كل من يقرأ مؤلفاته.
وهو يتميز بالعديد من الصفات، التي تتميز بها النحلة أيضاً ،وهي كالآتي:
1-الاستكشاف: وهي من أهم السمات التي يتميز بها الباحث النحلة، فكما تقوم النحلة بالاستشعار أو الاستكشاف للزهور التي سوف تأخذ منها الرحيق (فهى مزوده بما يسمى قرون الاستشعار، وهي مقسمة عند الذكور إلى 13 جزء وعند الإناث إلى 12 جزء )، تستخدمها النحلة في تحسس الأشياء وتذوقها، وهذه القدرة الإستكشافية جعلت بعض الأطباء يستخدمون النحل في استكشاف بعض الأمراض فبعض الأمراض، ومن بينها أنواع معينة من السرطان والسل، تترك لدى المريض رائحة يمكن تدريب النحلة على ربطها بالطعام، فإذا كانت الرائحة المميزة موجودة في عينة نَفَس أو بول المريض، فسوف تمد النحل لسانها، وهي حركة صغيرة يمكن التقاطها بواسطة كاميرا لإعطاء تشخيص للمرض،يقوم الباحث النحلة أيضًا بالاستكشاف للبحث العلمي الذى سوف يقوم بدراسته وذلك قبل الشروع والبدء في كتابته، وهذا ما يطلق عليه الدراسة الاستطلاعيةScoping Study، وهي الدراسة التي يقوم بها الباحث المجتهد قبل البدئ في دراسته، وهي تُمهد له الطريق وتساعده بصورة كبيرة في البدء في دراسته بصورة صحيحة ودقيقة، أيضًا يقوم الباحث النحلة بالاستكشاف لمصادر المعلومات التي سوف يعتمد عليها في بحثه العلمي قبل الإعتماد عليها، فإذا وجد أنها صالحة ومفيدة وسوف تُضيف جديد إلى بحثه وليست مجرد حشو زائد قام بالإعتماد عليها. 
2 - الدقة:يتميز النحل بدقة عالية تتفاوت حسب نوع النحلة، فالملكة تتميز بدقة عالية في إتمام المهام المكلفة بها والتي منها وضع البيض، فالملكة تضع نوعين من البيض هما: البيض المخصب والبيض الغير مخصب، فالبيض المخصب تضعه الملكة في البيت الملكي فينتج عنه الملكات، أو تضعه في العيون السداسية الصغيرة فينتج عنه شغالات، أما البيض غير المخصب فتضعه في العيون السداسية الأكبر حجمًا فينتج عنه الذكور، والملكة لا تخطئ مطلقاً في نوع البيضة التي تضعها في أي من العيون، وهذا يدل على دقتها، أما الشغالات فهي تفرز الشمع من غدد خاصة بالبطن وتقوم ببناء الخلايا السداسية، وهي تختار الشكل السداسي من بين مختلف الأشكال حيث إنه لا يترك مسافات بين خلاياه، والنحلة الشغالة قبل أن تبنى الخلية السداسية فإنها تعلم الغرض منها حتى تصممها بما يتفق مع هذا الغرض، فإذا كانت تبنى خلايا لتربية الشغالات جعلت قطرها 5.37مم وإذا كانت تبنى خلايا لتربية الذكور جعلت قطرها6.91مم، معنى ذلك أن الديسيمتر المربع يحوي من الجهة الواحدة حوالي 400 عين سداسية لإنتاج الشغالات أو 275 عين سداسية لإنتاج الذكور، وهذا يدل على الدقة العالية التي تتمتع بها الشغالات،كذلك الباحث النحلة يتميز بالدقة في إعداده لأبحاثه العلمية التي يقوم بها، وتتضح الدقة في طريقة كتابته لأبحاثه العلمية بحيث تكون دقيقة في المعلومات التي يقدمها للمستفيدين منه، دقيقة في المصادر التي يعتمد عليها، دقيقة في توثيقه للبيانات الببليوجرافية للمصادر التي أعتمد عليها، فيستخدم أسلوب معين في الكتابة ثابت في أبحاثه كلها، ويستخدم نظام توثيق معين ثابت في جميع مقالاته التي يكتبها، فلا تجده يستخدم في مقال من المقالات نمط MLA وفي مقال أخر يستخدم نمط APA بل يستخدم نمط واحد دائمًا في جميع كتاباته، وهذا يدل على دقته الكبيرة.
3 -الإبداع في لإنتاج: يعتبر العسل الخارج من بطن النحل من أطيب الإفرازات الحيوانية وأنفعها على الإطلاق ولذلك امتدحه الله تعالى في كتابه الحكيم قال تعالى (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ)، كذلك الباحث النحلة يتميز بإنتاجه العلمي والذي يعتبر عملًا طيبًا ينتفع منه الآخرون؛ ليس هذا فحسب، وإنما نلاحظ ان النحلة تمتص رحيق مجموعة متنوعة ومتباينة من الزهور، ثم تهضم ذلك الرحيق لتنتج العسل، وهو إنتاج مختلف شكلا ولونا وطعما عن الرحيق الذي امتصته ...كذلك الباحث ينهل من العديد من مصادر المعلومات ، فيستوعب ما بها، ويربطه بقاعدته المعرفية الخاصة، ثم ينتج إنتاجاً مختلفاً عما قرأه !!!!

   


4 -النظام:يتميز النحل بالنظام في كل ما يقوم به من أعمال، فقد أورد الدميري تحت باب (اليعسوب) في كتابه (الحيوان) وهو ملك النحل وأميرها الذي لا يتم لها رواح ولا إياب ولا عمل ولا مرعى إلا به، فهي مؤتمرة بأمره متبعة برأيه يديرها كما يدير الملك أمر رعيته حتى إنها إذا أوت إلى بيوتها وقف على باب البيت فلا يدع واحدة تزاحم أخرى ولا تتقدم عليها في العبور كما يفعل الأمير إذا انتهى بعساكره إلى معبر ضيق، وأعجب من ذلك أن أميرين منهما لا يجتمعان في بيت ولا يتأمران ولا يأتمران على جمع واحد بل إذا اجتمع منها جنديان وأميران قتلوا أحد الأميرين وقطعوه واتفقوا على الأمير الواحد من غير معاداة منهم ولا أذى من بعضهم لبعض بل يصيرون يدًا واحدة،كذلك الباحث النحلة يتميز بالنظام في كل ما يقوم به من أعمال، فيقوم الباحث النحلة في البداية بتنظيم وقته (عمل جدول يومي وأسبوعي) يحدد فيه بدقة كل ما يقوم به من أعمال، ثم يقومبالسير على هذا الجدول بكل دقة ونظام، ويكون منظمًا في كل ما يقوم به من أعمال، وهذا يساعد كثيرًا في إتمام أبحاثه التي يقوم بإعدادها.
5 - حب العمل الجماعي:من صفات النحل حب العمل الجماعي،فخلية النحل مجتمع موحد متكامل على رأسه ملكة واحدة لا تنازعها أخرى، ولإناث النحل أعمال متنوعة كثيرة توزع فيما بينها بحسب أعمارها واستعدادها الجسماني، وعند الضرورةوعند الخطر، وفي المواسم الجيدة تعمل كل نحلة أيّ عمل يفرض عليها، هناك وصيفات للمكلة يقمن على خدمتها وجلب الطعام الملكي لها، وهناك حاضنات ومربيات يقمن برعاية الصغار وجلب الغذاء المناسب، وهناك شغالات يحضرن الماء إلى الخلية، وهناك شغالات يقمن بتهوية الخلية صيفاً وتدفئتها شتاءً، وترطيبها في وقت الجفاف، وهناك شغالات يقمن بتنظيف الخلية، وجعل جدرانها ملساء ناعمة لامعة عن طريق مواد خاصة، وهناك حارسات يقمن بحراسة الخلية من الأعداء، ولا يسمحن لنحلة أن تدخل الخلية ما لم تذكر كلمة السر وإلا تقتل، وهناك شغالات يقمن بصنع أقراص الشمع ذات الشكل السداسي الذي تنعدم فيه الفراغات البينية بتصميم معجز، وبأسلوب يعجز عن تقليده كبار المهندسين، وهناك رائدات يقمن بمهمة استكشاف مواقع الأزهار، كل هذا من أجل شئ واحد هو إنتاج العسل،كذلك الباحث النحلة يتميز بحبه للعمل الجماعي فإذا عمل في فريق واحد تعاون مع هذا الفريق لإنتاج ما تم تكليفهم به، بعكس غيره من الباحثين فكل واحد منهم يحب الزعامة والإنفراد ولا يشترك في أي أعمال جماعية.
6-التعاون:دائمًا ما يعيش النحل في مجتمعات تعاونية ضحمة، لكل فرد من أفراد هذا المجتمع دوره الذي يقوم به، ويعتبر العسل الناتج عن النحل هو ثمرة من ثمرات هذا التعاون بين أفراد الخلية الواحدة، كذلك الباحث النحلة يتميز بتعاونه مع غير من الباحثين وتقديم المساعدات التي يطلبها منه الأخرون، فيقدم لهم المصادر التي يحتاجون إليها، والمعلومات التي تساعدهم في أبحاثهم، والإرشاد الذي يوجههم إلي إتمام أبحاثهم، يضع نصب عينه دائمًا مقولة الإمام علي رضي الله عنه "العلم يزكو بالإنفاق"، فلا يبخل على غيره أبدًا بل يتعاون مع الأخرين.
7-النشاط والإجتهاد:من صفات النحل المحمودة أنه لا يتبرم من العمل، بل يعمل في صمت،ويثابر طوال يومه في بناء خليته، وتشييد مدينته، والمحافظة على نسله، ولا ينتظر منصبًا أو مكانة في خليته، بل يعمل في نشاط دول كلل أو ملل وهو يعلم أن مصيره الموت، كذلك الباحث النحلة يتميز بعمله في صمت ونشاط دائمًا فلا يمل منالبحث عن المعلومات التي يحتاج إليها أو المصادر التي يحتاجها أو في كتابته لأبحاثه التي تأخذ منه الكثير من الوقت والجهد، ولكن يكون دائمًا في نشاط وفاعليه وإجتهاد.
8 - الانضباط والإلتزام:يتميز النحل بالإنضباط والإلتزامفي كل الأعمال التي يقوم بها فالملكة تعرف أدوارها المكلفة بها والشغالات كذلك كل منهم يعرف دوره المكلف به والذكور أيضًا تعرف دورها المكلفة به، وكل منهم يتميز بالانضباط والإلتزام فلا يقصر في عمله الموكل به أبدًا، كذلك الباحث النحلة يتميز بإنضباطه الشديد وإلتزامه، فيحدد لنفسه مسبقًا مواعيد إتمامه للأعمال التي سيقوم بها، ويقوم بإتمامها على أكمل وجه في الموعد المحدد لها.

9 - الرؤية المستقبلية: تتميز النحلة بأن لديها نوعين من العيون النوع الأول يسمى بالعيون المركبة وهما اثنتان، وتقعان على جانبي الرأس ويتكونان من آلاف من العدسات المتصلة ببعضها، وتستخدمها النحلة في الرؤية لمسافات بعيدة عندما تكون خارج الخلية وفي رؤية الضوء فوق البنفسجي الذي لا تراه عين الإنسانوهذه ميزة كبيرة تمكن النحلة من رؤية ألوان بعض الزهور التي لا ترى إلا تحت الضوء فوق البنفسجي أما النوع الثاني من العيون فيسمى العيون البسيطة وعددها ثلاثة، وتحتل أعلىالرأس وتستخدمها النحلة في رؤية الأشياء القريبة، فحاسة الإبصار عند النحلة قوية جدًا، وفى مقدمة رأس النحلة يوجد قرنان للاستشعار، تستخدمهما النحلة في تحسس الأشياء وتذوقها،كذلك الباحث النحلة يتميز برؤيته المستقبلية للأشياء المختلفة، فيستطيع تقديرالأمور وتوقع النتائج وفرض الفروض وذلك لما يتمتع به من رؤية مستقبلية.



10 - الشجاعة والإقدام:من صفات النحل أن له شجاعة وإقداما، يضحي بنفسه من أجل أن يبني خليته، كذلك الباحث النحلة من صفاته أنه شجاعًا يُقبل على أبحاثه، ويكتب ما يراه صحيحًا ولا يخاف من أحدًا أبدًا طالما هو على الحق.
11- عدم إتلاف الأشياءيتميز النحل بعدم إتلافه للأشياء، فإذا وقف على الأزهار مص منها الرحيق وهو واقف على العود لا ينكسر، فإذا أنتهى من أخذ الرحيق قام من على العود وهو أكمل من ذي قبل، كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ ‏لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تُفْسِد)؛ كذلك الباحث النحلة إذا عالج أمرًا، أوتناول مشكلة لم يكسر القضية أويشوهها، بل يقف على أعواد المشكلات وقوف النحل خفة ورشاقة، ويعالج المشاكل كما يعالج النحل مص الرحيق من الأزهار، فما من مشكلة يتناولها إلا ويخرج منها وقد نالت منه خيرًا، ولم تر منه نقصا.
12- الصبرمن أهم الصفات التي يتميز بها النحل الصبر، فلكي يصنع النحل كيلو واحد من العسل يحتاج إلى طيران أربعمائة ألف كيلو متر، أي ما يعادل عشرة أضعاف محيط الأرض، وهذا يدل على مدى صبره، كذلك الباحث النحلة يتحلى بالصبر في إنجازهلبحثه العلمي حتي يخرج بالصورة المطلوبة والصحيحة، فهو يصبر في الحصول على مصادر المعلومات المناسبة التي يحتاج إليها، ويصبر في قراءته للمصادر وفي كتابته لأبحاثه وفي مراجعته وفي تحليله للبيانات للخروج بالنتائج الصحيحة.
13 -التضحية:فكما يضحي النحل بوقته وحياته كلها حتى تبقى جماعته قوية منيعة، وكما يضحي ذكور النحل بحياتهم من أجل تلقيح الملكة،فتموت الذكور بعد تلقيحها الملكات وذلك لانفصال آلة السفاد منها واستقرارها في مؤخرة الملكة وتطير الذكور لمسافات بعيدة لتلقيح الملكات، يضحي أيضًا الباحث النحلة بوقته وجهده من أجل إخراج أبحاثه بالصورة الصحيحة حتى يستفيد منهاالمتخصصون في مجاله الذي يهتم به.
14 - عدم إيذاء الآخرين:من صفات النحل أنه لا يؤذي إلا من هجم عليه وآذاه في سعيه أو خرب عليه خليته، وعدا ذلك فهو ماضٍ في عمله، دئوب في سعيه لا يلوي على شيء، يتعالى عن السفاسف، كذلك الباحث النحلة لا يكون هدفه الأساسي هو القضاء على الآخرين لكي يظهر هو، ولا يكون هدفه من كتابة أبحاثهسب الآخرين أو الإشارة والتلويح إليهم أو التورية في كلماته.
15-الإعتماد على النفس:من أهم الصفات التي يتميز بها النحل أنه لا يأكل من كسب غيره، فيقوم بجمع طعامه بنفسه ولا يعتمد على غيره من المخلوقات الأخري لكي تجمع له طعامه،كذلك الباحث النحلة يعتمد على نفسه في إعداد أبحاثه العلمية وفي جمع مصادر المعلومات التي يحتاج إليها، فلا يكلف غيره بإعداد أبحاثه هو ولا ينتظر من الأخرين إحضار مصادر معلومات يحتاج إليها، بل يقوم هو بإعداد أبحاثه ، ويقوم بالبحث الذاتي عن مصادر المعلومات التي يحتاج إليها، وكلما أعتمد على نفسه في ذلك توصل إلى العديد من المصادر الأخرى التي يحتاج إليها وتخدمه من نواحي أخرى في إعداده لأبحاثه العلمية.
16-الذكاء والفطنة:من أهم الصفات التي يتميز بها النحل الذكاء والفطنة ويظهر هذا واضحًا جليًا في العديد من الأمور التي يقوم بها النحل والتي منها: إنشاء النحل لنظام تكييف هواء، فعندما ترتفع درجة الحرارة، ترش الشغالات الماء على قرص العسل وتخفق بأجنحتها لتوليد تيار هوائي بارد، مما يساعد على الحفاظ على العسل وعدم تعرضه للتلف والفساد،وهذا يوضح مدى الذكاء الذي يتمتع به النحل في الحفاظ على العسل الذي يقوم بإنتاجه.
وقد توصل العالم جيورفا إلى نتيجة أكثر إبهارًا، فقد اكتشف مع زميلته أورور أفارجيه ويبر - أن النحل باستطاعتة الجمع بين المفاهيم التي يتعلمها، فعندما دُرِّبَ على الاختيار من بين أزواج الأشكال، على سبيل المثال، اعتمد اختياره على اللون (سواء أكان للشكلين نفس الدرجة اللونية أم درجتين لونيتين مختلفتين)، والترتيب المكاني (ما إذا كانا موضوعين أحدهما فوق الآخر، بدلًا من وضعهما جنبًا إلى جنب). ويقول جيورفا: " هذا يقتضي ضمنًا وجود مستوى أعلى من التجريدفقد أتقن النحل هذه المهمة بعد ٣٠ محاولة فقط؛ مقارنة بآلاف المحاولات التي يتطلبها الأمر من بعض الحيوانات والحشرات الأخرى،ولم ينته الأمر عند هذا الحد فبإخضاع هذه المهارات للاختبار في متاهة، يمكن للنحل أن يتعلم استخدام العلامات المجردة ليجد طريقه نحو المكافأة، والأمر المهم أنه يمكن للنحل إدراك أن نفس العلامات تعني أشياء مختلفة في متاهات مختلفة، مما يشير إلى إدراكه للسياق، بالإضافة إلى أن الأبحاث المختلفة التي قام بها العديد من العلماء أثبتت أن النحل يتصف بسمة تعرف بإسم "ما وراء الإدارك" وهي القدرة على التأمل الداخلي لجودة الأفكار والحكم عليها،كذلك الباحث النحلة يتميز بالذكاء في العديد من الأمور التي يقوم بها بداية من إختياره لموضوع بحثه الذي يقوم بإعداده وإختياره للمصادر التي سوف يعتمد عليها والأدوات التي سوف يستخدمها في إعداده لبحثه وذكاءه في توظيف كل ذلك إنتهاء بإعداده لبحث يتصف بالحداثة والموضوعية والدقة.

خاتمة:
لقد تم عرض أهم الصفات التي يتميز بها الباحث النحلة، والتي تعبر عن وجهة نظر كاتب هذه السطور، ومن الممكن أن يكون هناك غيرها من الصفات الأخري التي غفل عنها الباحث، إلا أنه عرض أهم الصفات التي يرى أنها لابد أن تتوافر في الباحث الجيد، والتي يوصي الباحث جميع الباحثين بالتحلي بها،و التي -بلا شك- سوف ترقى بمكانة الباحثين أولاً ثم بمكانة البحث العلمي.

المصادر: